البروستاتا عضو مخروطى الشكل قاعدته لأعلى تحيط بمجرى البول الخلفى فى المسافة بين عنق المثانة والصمام الخارجى الحاكم للبول ويخترقها الجزء الاخير من الحبل المنوى والقنوات القاذفة التى تنقل السائل المنوى إلى مخرجة الطبيعى من العضو الذكرى . وتفرز سائل البروستاتا الذى يشارك بنسبة 20% من مكونات السائل المنوى .

– تبدأ البروستاتا فى النمو مع الاسبوع الخامس من عمر الجنين وتسير عملية النمو ببطء شديد حتى مرحلة البلوغ فتزداد سريعا فى الحجم على مدار اشهر لتصل الى الاكتمال الحجمى والوظيفى ويبلغ حجمها فى المتوسط من 20-15 جرام بعد البلوغ . ومع منتصف العقد الرابع من العمر تبدأ البروستاتا أما فى الزيادة التدريجية فى الحجم ( التضخم الشيخوخى ) أو تضمر تدريجيا .
– وتشمل الامراض التى قد تصيب البروستاتا الالتهاب بنوعية الحاد والمزمن وقد يتكون خراج بالبروستاتا . وهناك التضخم الشيخوخى للبروستاتا ,ايضا الاورام السرطانية .
– وغالبا ماتؤثر أمراض البروستاتا على عملية التبول بدرجات متفاوتة وتتشارك جميعها فى مايسمى أعراض أَضطرابات الجهاز البولى السفلى (LUTS) بدرجات مختلفة ولكن فى كثير من الاحيان تكون أمراض البروستاتا ساكنة بلا أعراض مرضية وتكتشف بالمصادفة عند الفحص الدورى . لهذا ينصح للرجال خاصة مع بداية العقد الرابع من العمر بالفحص الدورى للبروستاتا للصيانة والاكتشاف المبكر للامراض وليس للعلاج فقط عند وجود الاعراض .
اولا : التهاب البروستاتا :-

وهو مرض شائع حيث يمثل مرض التهاب البروستات 8% من كل المترددين على عيادات المسالك البولية , وتشير الاحصاءات الى ان 50% من الرجال يتعرضون لالتهاب البروستاتا فى مرحلة ما من عمرهم. والالتهاب قد يكون حادا او مزمنا . وقد تسببة بعض انواع البكتريا ويسمى التهاب البروستاتا البكتيرى ولكن فى كثير من الحالات يكون الالتهاب غير بكتيرى تسببة بعض الفيروسات والكائنات الدقيقة او يكون بلا سبب معروف بالمرة ويطلق علية آلآم الحوض المزمنة الناجمة عن البروستاتا , وهذة الحالات تستوجب الفحص الدقيق لاستبعاد كل الاسباب المتحملة لهذه الاعراض قبل القفز الى هذا التشخيص .
ثانيا خراج البروستاتا :-
غالبا ماينتج عن اصابة بكتيرية وتصاحبة آلام حادة فى منطقة العجان واسفل الظهر وحرقة البول وتكرارة ويؤدى فى بعض الاحيان الى الاحتباس وقد يصاحبة اعراض مرضية عامة .
ثالثا التضخم الشيخوخى للبروستاتا
وهو من اكثر أمراض الرجال شيوعا مع العقد الرابع من العمر وتشير الاحصاءات الحديثة ان الاصابة تحدث فى 30% من الرجال من 40- 50 سنة وتزداد تدريجيا ألى 50% من 50- 60 سنة وتصل الى 80% من الرجال 70-80 سنة . وتتراوح الاعراض من اضطرابات فى عملية التبول كزيادة عدد مرات التبول والشعور بعدم الافراغ الكامل للمثانة الى ضعف اندفاع البول وصعوبتة واحيانا تصل الى احتباس بولى حاد كان او مزمنا وقد يتعرض المريض للمضاعفات كالتهابات المجارى البولية المتكرره والنزف البولى وقد تؤدى فى بعض الحالات الى قصور فى وظائف الكليتين .
رابعا سرطان البروستاتا
يمثل اكثر الاورام السرطانية التى تصيب الرجال على الاطلاق ويعد السبب الثانى للوفاة من السرطان فى الرجال بعد سرطان الرئة . وغالبا ماتظهر اعراض المرض مع العقد الخامس من العمر وتزداد نسبة الاصابة بة مع تقدم العمر . الا ان الدراسات الحديثة اثبتت انة يبدأ فى مرحلة مبكرة من العمر ولا تظهر الاعراض الا مع العقد الخامس او السادس . وسرطان البروستاتا قد يكون صامتا بدون اعراض على الاطلاق فى مراحلة الاولية ولكنه يعبر عن نفسة بصورة درامية عنيفة ومفاجئة كالاعراض الانسدادية للتبول والنزيف البولى والالام المبرحة خاصة فى العظام فى مراحلة التالية .
ولتشخيص الامراض المختلفه التى تصيب البروستاتا يجب اتباع الاجراءات التالية :-
1- دراسة التاريخ المرضى بتفصيل وعناية وكذلك التاريخ المرضى للعائلة فقد وجد مثلا انة فى حالة وجود سرطان البروستاتا عند احد اقارب المريض من الدرجة الاولى يرفع احتمال اصابتة بنفس المرض الى الضعف ويزداد الاحتمال الى تسعه اضعاف فى حالة وجود اكثر من حالتين سرطان البرستاتا فى اقارب الدرجة الاولى .

2- الفحص الاكيلينكى السريرى للمريض وخاصة الفحص الشرجى للبروستاتا الذى يجب ان يصر علية كل طبيب , (والذى لا يتقبلة كثيرا من المرضى فى مجتمعاتنا العربية ) لما يمثلة من اهمية قصوى فقد يكون هذا الفحص مفتاح التشخيص الاولى لسرطان البروستاتا .
3- اتباع مقياس الاعراض العالمى الذى اعتمدته منظمة الصحة العالمية وجمعيات المسالك البوليه المختلفة لتقييم عراض البروستاتا , عند اول زيارة للمريض وفى كل مرات المتابعة , واخذة كمقياس اساسى فى تحديد الاجراءات التشخيصية و العلاجية .
4- يجب اجراء الفحوص التشخيصية المتدرجة والمناسبة لكل حاله على حده والتى قد تشتمل على التحاليل والاشعه ومسح المثانة وديناميكية التبول واشعه البروستاتا من خلال الشرج اوالمنظار .
على كل رجل عند سن الاربعين اجراء تحليل قياس دلالات اورام البروستاتا (P.S.A ) كل عام للاكتشاف المبكر لسرطان البروستاتا ويجب عدم التهاون فى هذا الامر لان التشخيص المبكر يؤدى للعلاج البسيط والشافى بإذن الله قبل حدوث المضاعفات ويجرى هذا التحليل للمرضى فى اى مرحلة عمرية حتى فى مرحلة الشباب اذا وجد اى اختلال فى طبيعة نسيج البروستاتا اثناء الفحص الشرجى . كذلك ينصح به لمتابعه نتيجة العلاج فى حالات سرطان البروستاتا .
ومع الالفية الثالثة ودخول التقنيات الحديثة فى التشخيص والعلاج تطورت طرق علاج امراض البروستاتا الدوائية وغير الجراحية وكذلك العلاج الجراحى بصورة كبيرة وللحديث عن كيفيه العلاج وتقنياته الحديثة مقال قادم إن شاء الله .

د:نبيه كريم
استشاري جراحة المسالك البولية وأمراض الذكورة

Categoryمقالات
Write a comment:

*

Your email address will not be published.

© 2023 - جميع الحقوق محفوظة

للتواصل        0097165720088