الحجامة الطبية واحدة من طرق العلاج بالطب التكميلي وتعتمد في عملها على العديد من النظريات الطبية منها نظرية الأبر الصينية نظرية الأندروفين ، نظرية الأعصاب الشوكية ، نظرية رد الفعل المنعكس ، نظرية البروستاجلاندين وغيرها من النظريات الطبية .
والحجامة الدموية هي عبارة عن سحب كمية من الأخلاط الدموية والشوارد الحرة من الجسم ( وليس الدم الفاسد كما يشاع ) عبر مواقع مختلفة لتقوم بتنشيط الأجهزة الداخلية من الجسم عبر إثارة رد فعل الاعضاء الداخلية (ان الاعضاء الداخلية تشترك مع اماكن معينة على سطح الجلد في مكان دخول الاعصاب المغذية لها في المخ ) وتساعد على رفع نسبة الأكسجين داخل الخلايا كذلك تساعد على تقوية الجهاز اللمفاوي والجهاز الدموي بالجسم كما أن الحجامة تساعد على تخفيف الألم بشكل واضح وهذا بسبب خروج مادة البروستاجلاندين عند عمل التشريط المناسب في الجسم وفي أحد الدراسات العلمية قيل أن الدورة الدموية تمر على كأس الحجامة حوالي مرتين بالدقيقة الواحدة مما يؤدي الى فلترة الدم وهذه أحد نظريات عمل الحجامة، هذا بصفة عامة دور الحجامة أما في حالات امراض المفاصل فبداية لابد من تحديد نوع المشكلة الصحية وحدة المرض بعد إجراء الفحوصات اللازمة عند الطبيب المختص ومن ثما تحديد دور الحجامة ان كان علاجيا ام مساعدا ا على العلاج او مسكنا للالم خاصة أن أنواع الأمراض كثيرة منها:

1) التهاب المفاصل Arthritis
وهو التهاب لمفصل ولمجموعة من المفاصل من خلال ألم معين أو انتفاخ أو احمرار ويتميز هذا الألم بأنه ليلي ويكون الجلد أحياناً محمر اللون او وردي او مائل للبنفسجي بالإضافة إلى انتفاخ المفصل نتيجة الإفراز المفرط من السائل داخل المفصل.وهناك عدة انواع من التهابات المفاصل والحجامة هنا دورها محدود جدا لتخفيف الألم ولايمكن اجراؤها في بعض الحالات

2) الروماتويدRheumatoid arthritis
مرض يصيب مفاصل الأطراف “الأصابع والرسغين وأصابع القدمين” ويكون الالتهاب مؤلماً على المدى الطويل.ويصيب النساء اكثر من الرجال
وعلى المدى الطويل يسبب المرض تشوهاً مميزاً للمفاصل.
وهذا المرض سببه إنتاج الجسم أجساماً ضدية موجهة ضد أنسجته الخاصة “Autoimmune disease”، فالغشاء الرقيق المبطن للمفصل الذي يغلف المفاصل يلتهب والسائل الذي يزيته ويفرزه يصبح كثيراً جداً.وهنا دور الحجامة يكون لتخفيف نوبات الالم والتقليل من المضاعفات ولابد من استشارة الطبيب المعالج في جميع الحالات

3) خشونة العظام Osteoarthritis
شكل من أشكال التهاب المفاصل و الذي يتميز بتحطيم الغضاريف الموجوده بين مفاصل العظام ويعد هذا المرض مرضاً مزمناً و دور الحجامة هنا محدود في تخفيف الألم فقط.

4) هشاشة العظام Osteoporosis
مرض يصيب النساء خاصةً ويتميز بهشاشة العظام التي تعود إلى النقص التدريجي في كثافة العظام، بسبب فقدان التوازن بين نشاط الخلايا التي تؤمن تكون النسيج العظمي ونشاط الخلايا الهادمة للنسيج العظمي وغالباً بسبب الوضع الهرموني.وهنا للحجامة دور محدود جدا في تسكين الألم وتحسين الدورة الدموية وزيادة معدل الأكسجين بالخلايا .

5) النقرس Gout
وهو مرض ايضي مرتبط بزيادة نسبة حمض اليوريك بالدم نتيجة تدمير بعض المواد ذات الاصل الغذائي فيزداد تركيز الحمض بالدم وتتكون بلورات الصوديوم تتدريجيا في المفاصل ويبداء الالم غالبا بالليل على مستوى القدم عند قاعدة اصبع القدم الكبير خاصة ويمكنه ان يصيب ظهر القدم والعرقوب والركبة واحيانا الرسغ والاصابع ويؤدي الى انتفاخ في المفصل والى انشداد للجلد الذي يصبح براقا ومؤلما وللحجامة دورا مهما في علاج النقرس وهنا يكون البرنامج علاجيا بإجراء الحجامة كل شهر لمدة 3 أشهر متتالية مع التركيز على مناطق الألم الرئيسية بعد الإنتهاء من المواقع الأساسية بالأضافة الى تغير النظام الغذائي .

6) ألم أسفل الظهر و عرق النسا: lower back pain & sciatica
وهو ألم على طول عصب النسا والذي يبدأ من الفقرة الرابعة أو الخامسة القطنية والعجزية الاولى إلى الفخذ والرجل ويصل احيانا الى مشط القدم ويحصل نتيجة ضغط عصب النسا أو التهاب المفاصل أو التواء الورك أو أو الحمل المتكرر أو السمنة المفرطة أو الإصابة المباشرة والغير مباشرة و غيرها من الأسباب وعادةً يكون ألمه شديد ويزداد جراء السعال والوقوف. وحسب السبب تحدد الية العلاج بالحجامة ولكن الاكتشاف المبكر للمرض واجراء الحجامة على عدة جلسات(الحجامة الدموية والمتزحلقة) تكون النتيجة باذن الله اكثر من جيدة.

وغيرها الكثير من الأمراض التي يمكن للحجامة ان تساعد في الحد من الألم أو التقليل من المضاعفات مثل:

 الفيبروميالجيا ” داء الاّم العضلية “.
 الديسك في مراحله الاولى.
 اللمباجو” ألم أسفل الظهر”.
 التهاب مفصل الكتف.
 الذئبه الحمراء .
 التهاب المفاصل الرثياني الشبابي.

وهنا تكمن اهمية التكامل بين انواع الطب (الحديث والتكميلي ) حيث لابد للطبيب المتخصص في هذا المجال الاعتماد على التحاليل الطبية للتشخيص ومعرفة حدة المرض مع اعلام الطبيب المعالج بهذه الطريقة من العلاج والتعريف بدورها لانه وللاسف الشديد كثير من الاطباء يهاجمون الحجامة ولااعرف سببا لذلك رغم وجود دخلاء على العلاج بالحجامة مع بعض المغالاة والمبالغة في النتائج ولكن المؤكد اذا استخدمت الحجامة الطبية واكرر الطبية بطريقة صحيحة وبعض التشخيص السليم فان النتائج تكون اكثر من جيدة مع التركيز ان نسبة الاستجابه للعلاج بالحجامة تختلف من حاله الى اخرى.

وأريد أن أركز على نقطة جوهرية في عمل الحجامة خاصةً أنها انتشرت في الفترة الأخيرة ولكن للأسف أصبح إناس كثيرون يقومون بعمل الحجامة بلا أخذ أي انتباه للأدوات المستخدمة وطرق التعقيم المختلفة وحدة المرض والية عمل المرض بالجسم وفي النهاية لابد من الأخذ في الاعتبار أن الحجامة التي نتحدث عنها هي الحجامة الطبية ولكن لا يفوتنا التركيز على الحجامة النبوية وأهميتها الكبيرة اقتداء بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم “خير ما تداويتم به الحجامة” وهذا دليل دامغ على أهمية عمل الحجامة ولو بشكل وقائي حيث نشرت أحد المواقع الصحية مؤخراً أن عمل الحجامة بشكل وقائي ومنتظم يساعد على التقليل من نسبة الجلطات الدموية.مع تأكيدي في كل مقال ان الحجامة مثلها مثل اي نوع من العلاجات الطبية يمكن ان يكون لها دور كبير في العلاج ويمكن ان لايكون لها اي دور، ودائما الشفاء بيد الله وحده مع تمنياتي بدوام الصحة والسلامة للجميع.

د. هيمن النحال
أخصائي الطب التكميلي والعلاج بالحجامة
البورد الكندي في الطب التكميلي (بويوم)
عضو الجمعية البريطانية للعلاج بالحجامة

Categoryمقالات
Write a comment:

*

Your email address will not be published.

© 2023 - جميع الحقوق محفوظة

للتواصل        0097165720088