لقد أنعم الخالق على الانسان بكثير من النعم من أهمها بنيان جسم الانسان والذي يجهل الكثير من أسراره واذا نظرنا الى جسم الانسان والية عمله لعرفنا مقدار هذه النعمة العظمية فالقلب ينبض 100000 مرة كل 24 ساعة ويضخ حوالي 6 لترات منا الدم عبر 96 الف ميل من الاوعية الدموية وهذه 6 لترات من الدم تحتوي على 24 ترليون خلية وغيرها الكثير الكثير من مميزات الجسم الانساني ، وأردت من هذه المقدمة أن اؤكد على أهمية جسم الانسان كوحدة واحدة بما يحتويه.
والحجامة الطبية مصطلح طبي يقصد به عملية سحب الاخلاط الدموية من أماكن معينة بالجسم حسب عدة نظريات طبية ومن أهمها نظرية الاعصاب الشوكية ونظرية الابر الصينية ونظرية رد الفعل المنعكس ونظرية البر وستجالاندين بهدف تحسين الدورة الدموية ورفع نسبة الاكسجين بالخلايا وتحسين مناعة الجسم عامة والحجامة اوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله ” خير ما تدوايتم به الحجامة ” وقد تحجم الرسول صلى الله عليه وسلم في عدة مواقع بالجسم من أهمها الكاهل والاخدعين والهامة وعلى الورك وظهرالقدم والكاحل وبدء الناس خلال السنوات الماضية الاقبال على الحجامة من هذا المنطق أيضا بالاضافة الى المنطق الطبي ولكن ظهرت أيضا مع هذا الاقبال الكثير عددا من الممارسات الخاطئة والمعتقدات الغير صحيحة والتي لا أستطيع أن أحدد سببها أن كان ماديا بغرض الكسب السريع أو جهلا بعدم دراية كافية عن الحجامة او دجلا بالاتجار بالدين من ضعفاء النفوس والذي يستغلون الدين بطريقة خاطئة للترويج للحجامة كما ظهر أشخاص يعطون الوعود القاطعة أن الحجامة تشفي من كل الامراض وخاصة السرطان او الامراض الوبائية وهذا بالتاكيد ليس بالكلام العلمي مع تأكيدنا على مقدرة الله سبحانه وتعالى على شفاء أي مرض مهما كان نوعه .
الحجامة تعرف على انها عملية جراحية مصغرة يجب ان تتوفر فيها كل الشروط الصحية بداية من مكان العمل مرورا بطريقة ونوعية الادوات المستخدمة خلال الجلسة مع الوضع في الاعتبار كيف تكون العملية أمنة للطرفين .
ومن المعتقدات الخاطئة بين الناس :-
• أن الحجامة تساعد على اخراج الدم الفاسد وهذا الكلام غير صحيح علميا على الاطلاق لانه لا يوجد في الجسم دما فاسدا ولو وجد لتسمم الجسم وهنا لابد من التنبيه أن المستخرج هو اخلاط دموية تحوي شوارد حرة وخلايا الدم المختلفة.
• أن الحجامة أخرجت جلطات من داخل الجسم بحيث يريك الشخص الذي قام بعمل الحجامة كأس الحجامة وهو ممتلىء به الدم متجلط ويقول أن استخرج هذا الدم المتجلط من الجسم وهذا الكلام غير صحيح على الاطلاق ويعتبر نوع من الدجل والتهويل على المريض لاقناعه بكلام غير صحيح ولايمت الى العلم بأي صلة حيث أن الدم بعد خروجه من سطح الجلد ولوجوده لفترة من الوقت فانه يتجلط طبيعيا بالاضافة الى طبيعة كأس الحجامة.
• أن الدورة الشهرية تغني عن عمل الحجامة هذا المعتقد غير صحيح أيضا حيث أن الدورة الشهرية هي بويضة غير مخصبة انفجرت وتحللت مكوناتها فظهر دم الحيض وهذا يمكن أن نطلق عليه بعد خروجة من الجسم دما فاسدا.
• أن الحجامة تجرى في الربيع فقط ، لا يوجد اي دليل علمي على صحة هذا الكلام وكما نعلم أن الحجامة نوعين وقائية وعلاجية وفي حالة العلاجية لا نستطيع أن نصبر على بعض الحالات اذا كان هدف الحجامة المساعدة في علاج المرض وأشدد على كلمة المساعدة
• أن الحجامة نوع واحد وهو الدموية فقط وهذا كلام غير صحيح على الإطلاق لان للحجامة انواع أن كانت من الناحية الدينية أو الناحية الطبية وخاصة أن استخدام نوع الحجامة يعود للحالة.
• كلما كان التشريط أعقم كلما كانت الفائدة اكثر وهذا ايضا معتقد خاطىء جملة وتفصيلا لانني كما قلت سابقا أن الحجامة عملية سحب للاخلاط الدموية من الشعيرات الدموية السطحية بمعنى آخر خدشا سطحيا لاستخراج الدم وهذا يكون كافيا لنجاح العملية كما أنه يساعد على التئآم الجرح بطريقة أسرع وهذا الشي اصبح ملاحظا أن كثيرا من المرضى يقومون بعمل الحجامة تبقى أثر الجرح لسنوات أذا كان التشريط عميقا .
• من الممارسات الخاطئة أيضا عملية الشد اثناء ووضع كاسات الحجامة على الأماكن المختلفة بالجسم والتي اذا زادت أدت الى تمزق الانسجة وحدوث الم مع المريض يمكن أن يستمر الى فترة طويلة للاسف .
• عند إجراء الحجامة لمرة واحدة يجب إجرائها كل سنة في نفس الموعد هذا أيضا كلام غير صحيح
• ان الحجامة والتبرع بالدم كلاهما واحد هذا غير دقيق علميا حيث ان التبرع بالدم يخرج الدم من الوريد وكميته نصف ليتر ويحوي كل مكونات الدم اما الحجامة فالدم المستخرج من الشعيرات الدموية وكمية الدم لاتزيد عن ربع ليتر بالجلسة كما ان البلازما تكون قليلة او معدومة في دم الحجامة

هذه بعض الممارسات والمعتقدات الخاطئة والتي تنتج عن سوء استخدام الحجامة ولا ابالغ ان قلت ان كل المخاطر التي تنتج عن الحجامة تعود الى سوء استخدام الحجامة من قبل معدومي الخبرة سواء بالجانب الطبي او بالحجامة كعملية جراحية ففي أيامنا هذه بدء كثير من الناس ممارسة الحجامة بلا علم او معرفة طبية وبغرض الكسب المادي السريع ومن المواقف المضحكة في هذا الامر ان احد الاخوات رغبت في تعلم الحجامة فسالتها ما الهدف من تعلم الحجامة فصعقتني باجابتها أن الحجامة ذات مردود مادي جيد ولها شعبية في الدول الاسلامية ….. واترك لكم التعليق على هذه الحادثة .
وفي النهاية اؤكد على اهمية الحجامة الطبية ودورها العلاجي في بعض الامراض والمساعدة في علاج بعض الامراض الاخرى اذا طبقت بطريقة صحيحة وبدون مغالاة أو تهويل أو اشاعة معتقدات خاطئة للناس ، ولكن لابد من تأكيد على دورها الحيوي داخل الجسم بنظرياتها المختلفة وهنا لابد من اظهار اهميتها الطبية خاصة لزملائي الاطباء والبعض منهم مازال يهاجم الحجامة وهم محقين في بعض الجوانب اذا استخدمت بطريقة خاطئة وبمغالاة أو انها بديلا عن كل العلاجات الطبية الحديثة والتي هي اساس الطب في التشخيص والعلاج ولذلك نؤكد دائما على أهمية أن هذا النوع من الطب يسمى طبا تكميليا أي مكملا لدور الطبيب وليس بديلا عن الطب التقليدي وهذا أحد نظريات الطب الشمولي والذي يعتمد في مبدأه على أن الطب التقليدي والطب التكميلي مكملان لبعضهما البعض لتحقيق شمولية الطب ولا يلغى احدهما الآخر. ونفتخر بان اصبح للحجامة جمعيات ومنظمات طبية دولية داعمة لها لنشر الاوراق البحثية المختلفة للتأكيد على اهمية الحجامة الطبية نظريا وعمليا وهذا ماقامت به خلال الفترة الماضية الجمعية البريطانية للعلاج بالحجامة

ولذا أنصح الجميع بالاهتمام بعمل الحجامة أن كانت وقائية أو علاجية ولكن على اصول علمية ومنهجية والتاكيد على أن الشفاء بيد الله وحده مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية .

د.هيمن النحال
اخصائي الطب التكميلي و العلاج بالحجامة
سفير المنظمة الدولية للطب الطبيعي
عضو الجمعية البريطانية للعلاج بالحجامة

Categoryمقالات
Write a comment:

*

Your email address will not be published.

© 2023 - جميع الحقوق محفوظة

للتواصل        0097165720088